کد مطلب:90762 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117

کتاب له علیه السلام (32)-إِلی مخنف بن سلیم الأزدی عامله علی















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ إِلی مَخْنَفِ بْنِ سَلیمِ الأَزْدی.

سَلاَمٌ عَلَیْكَ.

فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ جِهَادَ مَنْ صَدَفَ عَنِ الْحَقِّ رَغْبَةً عَنْهُ، وَهَبَّ فی نُعَاسِ الْعَمی وَ الضَّلاَلِ اخْتِیَاراً لَهُ، فَریضَةٌ عَلَی الْعَارِفینَ.

إِنَّ اللَّهَ یَرْضی عَمَّنْ أَرْضَاهُ، وَ یَسْخَطُ عَلی مَنْ عَصَاهُ.

وَ إِنَّا قَدْ هَمَمْنَا بِالْمَسیرِ إِلی هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذینَ عَمِلُوا فی عِبَادِ اللَّهِ بِغَیْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَ اسْتَأْثَرُوا بِالْفَیْ ءِ، وَ عَطَّلُوا الْحُدُودَ، وَ أَمَاتُوا الْحَقَّ، وَ أَظْهَرُوا فِی الأَرْضِ الْفَسَادَ، وَ اتَّخَذُوا الْفَاسِقینَ وَلیجَةً مِنْ

[صفحه 811]

دُونِ الْمُؤْمِنینَ.

فَإِذَا وَلِیُّ اللَّهِ أَعْظَمَ إِحْدَاثَهُمْ أَبْغَضُوهُ وَ أَقْصَوْهُ وَ حَرَمُوهُ، وَ إِذَا ظَالِمٌ سَاعَدَهُمْ عَلی ظُلْمِهِمْ أَحَبُّوهُ وَ أَدْنَوْهُ وَ بَرُّوهُ، فَقَدْ أَصَرُّوا عَلَی الظُّلْمِ، وَ أَجْمَعُوا عَلَی الْخِلاَفِ، وَ قَدیماً مَا صَدُّوا عَنِ الْحَقِّ، وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الإِثْمِ، وَ كَانُوا ظَالِمینَ.

فَإِذَا أُتیتَ بِكِتَابی هذَا فَاسْتَخْلِفْ عَلی عَمَلِكَ أَوْثَقَ أَصْحَابِكَ فی نَفْسِكَ، وَ أَقْبِلْ إِلَیْنَا، لَعَلَّكَ تَلْقی مَعَنَا هذَا الْعَدُوَّ الْمُحِلَّ، فَتَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَ تَنْهی عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ تُجَامِعَ الْحَقَّ، وَ تُبَایِنَ الْبَاطِلَ،

فَإِنَّهُ لاَ غَنَاءَ بِنَا وَ لاَ بِكَ عَنْ أَجْرِ الْجِهَادِ.

وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكیلُ. وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ[1].


صفحه 811.








    1. ورد فی صفین ص 104. و شرح ابن أبی الحدید ج 3 ص 182. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 440. و منهاج البراعة ج 18 ص 37. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 126. و نهج السعادة ج 4 ص 223. و نهج البلاغة الثانی ص 229. باختلاف بین المصادر.