کد مطلب:90762 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:117
سَلاَمٌ عَلَیْكَ. فَإِنّی أَحْمُدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذی لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ جِهَادَ مَنْ صَدَفَ عَنِ الْحَقِّ رَغْبَةً عَنْهُ، وَهَبَّ فی نُعَاسِ الْعَمی وَ الضَّلاَلِ اخْتِیَاراً لَهُ، فَریضَةٌ عَلَی الْعَارِفینَ. إِنَّ اللَّهَ یَرْضی عَمَّنْ أَرْضَاهُ، وَ یَسْخَطُ عَلی مَنْ عَصَاهُ. وَ إِنَّا قَدْ هَمَمْنَا بِالْمَسیرِ إِلی هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذینَ عَمِلُوا فی عِبَادِ اللَّهِ بِغَیْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَ اسْتَأْثَرُوا بِالْفَیْ ءِ، وَ عَطَّلُوا الْحُدُودَ، وَ أَمَاتُوا الْحَقَّ، وَ أَظْهَرُوا فِی الأَرْضِ الْفَسَادَ، وَ اتَّخَذُوا الْفَاسِقینَ وَلیجَةً مِنْ [صفحه 811] دُونِ الْمُؤْمِنینَ. فَإِذَا وَلِیُّ اللَّهِ أَعْظَمَ إِحْدَاثَهُمْ أَبْغَضُوهُ وَ أَقْصَوْهُ وَ حَرَمُوهُ، وَ إِذَا ظَالِمٌ سَاعَدَهُمْ عَلی ظُلْمِهِمْ أَحَبُّوهُ وَ أَدْنَوْهُ وَ بَرُّوهُ، فَقَدْ أَصَرُّوا عَلَی الظُّلْمِ، وَ أَجْمَعُوا عَلَی الْخِلاَفِ، وَ قَدیماً مَا صَدُّوا عَنِ الْحَقِّ، وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الإِثْمِ، وَ كَانُوا ظَالِمینَ. فَإِذَا أُتیتَ بِكِتَابی هذَا فَاسْتَخْلِفْ عَلی عَمَلِكَ أَوْثَقَ أَصْحَابِكَ فی نَفْسِكَ، وَ أَقْبِلْ إِلَیْنَا، لَعَلَّكَ تَلْقی مَعَنَا هذَا الْعَدُوَّ الْمُحِلَّ، فَتَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَ تَنْهی عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ تُجَامِعَ الْحَقَّ، وَ تُبَایِنَ الْبَاطِلَ، فَإِنَّهُ لاَ غَنَاءَ بِنَا وَ لاَ بِكَ عَنْ أَجْرِ الْجِهَادِ. وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكیلُ. وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ[1].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِبٍ إِلی مَخْنَفِ بْنِ سَلیمِ الأَزْدی.
صفحه 811.